بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
الراجح من أقوال العلماء أن الدم النازل بعد سقط لايكون نفاساً إلا أن يكون الحمل قد أتم 80 يوماً وذلك لأن النفاس لايكون إلا بعد نزول ماتبين فيه خلق إنسان ومن المعلوم أن الحمل يبقي في الرحم 40 يوماً نطفة ثم أربعين يوماً علقة ثم أربعين يوماً مضغة والمضغة بنص القرآن مخلقة وغير مخلقة فالمعني أن المضغة يمكن أن تكون قد تبين فيها خلق إنسان ويمكن أن تكون لم تخلق بعد .
فمن حدث لها سقط بعد 80 يوماً فإن تبين فيه تخليق من رأس ويد ورجل فالدم النازل دم نفاس وإن لم يتبين فيه التخليق فليس دم نفاس وإنما هو دم فساد تتوضأ لكل صلاة وتصلي أما قبل 80 فلا يكون به تخليق فهو دم فساد .
قال تعالي: ( ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام مانشاء إلي أجل مسمي ثم نخرجكم طفلا ..... ) .
فلاتخليق قبل العلقة والعلقة تبدأ بعد الثمانين لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ..... ) رواه البخاري ومن هنا يتبين لك أن الدم النازل بعد شهرين من الحمل ليس دم نفاس وإنما هو دم فساد ( استحاضة ).